جراحة الساد

جراحة السادCataract

ما هو الساد؟

(يطلق لفظ الماء البيضاء في الدول العربية, في لبنان الماء الزرقاء على الساد) الساد هو إعتام أو ضبابية (سحابة) تصيب العدسة الطبيعية في العين. ما زال حتى الآن هو السبب الرئيسي لفقد الإبصار في سائر أنحاء العالم، ويعتبر السبب الأهم للإضعاف البصري في الولايات المتحدة الأميركية. ويرتبط تطور إعتام العدسة عند كبار السن بالشيخوخة، التعرض لأشعة الشمس، التدخين، سوء التغذية، صدمات العين، الأمراض الجهازية وبعض أدوية معينة كالستيرويدز Steroids(مثل الكورتيزون وما شابه). أظهرت دراسة واحدة أن تناول جرعات من الفيتامين C عن طريق الفم يساعد في تأخير تطور إعتام عدسة العين.

تماما كما أن عدسة آلة التصوير المتسخة بالبقع تفسد الصورة الفوتوغرافية، فالتعتيم في عدسة العين الطبيعية يؤدي إلى صورة ضبابية غير واضحة. يشكو المرضى المصابون بإعتام عدسة العين من رؤية غير واضحة إما عن بعيد وإما عن قريب أو الاثنين معا. وهذا يتسبب بصعوبات في بعض المهام مثل قيادة السيارة أو القراءة. ومن الشكاوى الأخرى الشائعة: وهج، هالات، رؤية خافتة للألوان.

تشخيص هذه العلة يتطلب فحص شامل للعين بما في ذلك تقييم باستخدام المصباح المجهري الشقي Lamp(microscopic) Slit-. وهناك أدوات أخرى تستخدم أحيانا لتحديد ما إذا كان الوهج يتعارض مع الابصار. إذا وجد أن العلة تتطلب جراحة، عندها يقوم طبيب العيون بفحص الجانب الخلفي من العين والذي يشمل الشبكية والعصب البصري. إذا كانت الساد ناضجة (كثيفة جدا) أو ناضجة جدا (بيضاء- تسميها العامة: الماء البيضاء)، يستخدم جهاز الموجات فوق صوتية والمعروف ب B-scan للتأكد من عدم حدوث انفصال في الشبكية أو أورام داخل العين قبل الشروع بعملية الساد الجراحية.

تطور إعتام عدسة العين يتغير بشكل كبير، ولكنه يتفاقم بشدة على نحو متواصل. تغيير النظارات قد يساعد أحيانا في تحسين الرؤية عند تطور الساد، لأنه يتسبب بقصر نظر نسبي. وهذا هو الجواب كيف أن المرضى المصابين بمد البصر (طول النظر) يكون لديهم في الواقع رؤية أفضل للقريب بدون نظارات في المراحل الأولى لتطور الساد. وبشكل عام فان تغيير النظارات عند المرضى له تأثير ضئيل على تحسين الرؤية. وفيما عدا ذلك، فان الخيار الوحيد لعلاج الساد هو بالجراحة.

علامات وأعراض الساد

الساد (الكتاركتا) هي علة تتفاقم تدريجيا حتى تصبح عدسة العين البلورية مغطاة بالسحاب (ضبابية)، وتزداد سوءا فتفقد العدسة شفافيتها وتصبح معتمة ولا تسمح للضوء بدخول العين . عادة تكون بيضاء، وربما يظللها لون أصفر أو بني. ونتيجة لذلك، تختلف الأعراض تبعا لنوعية وشدة الساد.

عندما لا يوجد سوى قدر ضئيل من الغيوم على العدسة، تصنّف العدسة أنها "ذات أثر". وإذا ازدادت الغيوم، تصنف "خفيفة" إلى "معتدلة". وحينما تصبح الضبابية واضحة جدا، تصنف "ناضجة".

تزداد الضبابية تدريجيا حتى تطمس الرؤية وتجعلها غير واضحة بدرجة متزايدة. الرؤية عند المصاب بالساد مشابهة لمن يحدق من خلال نافذة مغطاة بالقذارة أو الصقيع المتجمد. وكلما ازداد الوسخ أو الجليد، يصبح من الصعوبة بمكان أن ترى العين الصورة واضحة. وكلما ازدادت "سماكة هذا الجدار" لم يعد بإمكانية الضوء النفاذ إلى داخل العين، ولا يمكن عندها تحديد ماهية الصورة. وبعدها تصبح الضبابية كثيفة جدا لدرجة تمنع الضوء من الدخول إلى العين، وبذا تفقد العين قدرتها على الإبصار مما يعني عمى لا داعي له.

الساد (ويعرف بالماء الأبيض) لا يكون أبيض اللون دائما. فلو اختلط بلون اصفر خفيف أو بني خفيف، فسوف يؤثر على طريقة ظهور الألوان، وهذا يماثل طريقة تغير الألوان بالعدسات الملونة عند ارتداء النظارات الشمسية.

يتطور إعتام عدسة العين بوتيرة بطيئة والتغيرات التي تحدث في العين تكون بطيئة. ونظرا لطبيعتها التدريجية بالتفاقم، تصبح الأعراض أكثر وضوحا مع مرور الوقت.

أعراض شائعة

ما الذي يسبب مرض الساد؟

الأسباب المعروفة لإعتام عدسة العين

وأهم هذه العوامل هو التقدم في السن والوراثة، ولا توجد طرق معروفة لمنع حدوث إعتام العين أو إبطاء تقدّمه.

معالجة الساد

يمكن تحسين الرؤية المصابة بالساد في بدايتها بوصفة نظارات طبية جديدة أو تقوية الإضاءة. ولكن عندما تصبح الأعراض تؤثر على قدرة الشخص على القيام بالمهام التي يريدها \ أو عليه القيام بها، تصبح جراحة الساد ضرورية. وبالإضافة إلى ذلك، إذا ضعفت الرؤية كثيرا أو أن الساد يتداخل مع قدرة طبيب العيون في فحص مكونات الجهاز البصري في الجزء الخلفي من العين، عندها يوصى بجراحة الساد.

عدسة غير مصابة (الأعلى) عدسة مصابة (الأسفل)

الوسيلة الافضل لمعالجة الساد ولكي تستعيد العين قدرتها على الرؤية هي إزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة اصطناعية جديدة نقية بواسطة عملية زرع. والساد الأصلي لا يعود أبدا. عملية الزرع هذه تبقى دائمة ونقية ولا يتعين استبدالها في المستقبل مطلقا. وان أحدث التقنيات في هذا الميدان تدعى Phacoemulsification (استحلاب العدسة البلورية) أو Phaco (فاكو). وهذه هي الطريقة التي نعتمدها ونستخدمها وهي أحدث التقنيات المعروفة حاليا.

التخدير

هناك نوعان من التخدير للاستخدام في حالات الساد: موضعي ومحلي. نحن نفضل الأحدث تقنية وهو استخدام التخدير المحلي ويعطى على شكل قطرات على سطح العين. هذه هي الطريقة الأكثر أمانا، وتساعد العين على استعادة العافية بشكل أسرع. فإنها تمنع الإحساس بالألم، ولكنها لا تمنع العين من التحرك. التقنية الثانية، وهي التخدير الموضعي، تستخدم حقنة لإزالة الإحساس بالألم ومنع العين من التحرك أثناء الجراحة. ولكنها ذات مخاطر كبيرة لسوء الحظ، إذ أنها من الممكن أن تحدث ثقب في العين. كلا النوعين من التخدير يترك المريض يقظا أثناء العملية، إلا أنه يتم إعطاء المريض دواء للاسترخاء كي تتم العملية الجراحية بصورة أكثر راحة.

الشق

Phacoemulsification probe
تستخدم لإزالة الساد

من أجل إزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة جديدة، نقوم بعمل شق مجهري في العين. أما موضع حزّ الشق فيحدّد تبعا للتقنية المستخدمة واختيار الجراح. يمكن إجراء شق في احد مكانين في العين: القرنية النقية أو المنطقة الصلبة في العين sclera. القرنية هي الجزء من العين الذي يعلو القزحية والحدقة، والمنطقة الصلبة sclera تعرف غالبا ببياض العين.
التقنية المفضلة عندنا هي عمل شق صغير في القرنية ، فالشقوق الأصغر تؤدي إلى انزعاج أقل خلال العملية وبعدها، ولا تحتاج للتقطيب بالخيوط، ويمكن أن تساعد في الحد من الاستجماتزم، وعادة ما تكون فترة استعادة العافية أسرع.

العدسات البديلة

Intraocular lens implant (IOL)

عند إتمام إزالة العدسة المعتمة واكتمال هذا الجزء من العملية، يضع الجراح مكانها عدسة اصطناعية دائمة الثبات لتحل محلها و تسمى IOL أي عدسة مزروعة داخل مقلة العين.
العدسات الأكثر تطورا للزرع هي القابلة للطي، ويمكن زرع العدسات بنفس الشق المجهري الصغير الذي تم بأسلوب فاكو. هذه العدسات البديلة مصنوعة من مادة لينة مما يجعلها سهلة الطي للزرع داخل العين. ومتى أصبحت العدسة البديلة داخل العين فإنها تنفرج بلطف وتعود الى شكلها الأصلي. هناك أنواع متعددة ومختلفة من المواد التي تصنع منها العدسة موجودة حاليا، كالسيليكون Silicon ، والاكريليك Acrylic ، و Collamer. كل هذه المواد تتماشى مع الجسم بيولوجيا، ولم يحدث أي "رفض" للعدسات المزروعة.

بعد الجراحة

IOL in place in eye

احدى فوائد عملية الساد بالشق الصغير في هذه الايام هي استطاعة المريض العودة الى منزله بعد وقت قصير من العملية الجراحية. وقبل مغادرة المريض، يعطى الارشادات اللازمة مكتوبة حول كيفية المحافظة على سلامة عينه والعناية بها، بما في ذلك تعليمات عن الأدوية التي قد تكون مطلوبة. ويمكن للمريض استئناف نشاطاته اليومية كالعادة بعد فترة وجيزة من إجراء العملية.
ويستمر التحسن في الرؤية مع استرداد الإبصار في العين بعد العملية مع الوقت. سيعين الطبيب جدول لمواعيد المتابعة بحسب الحاجة للاطمئنان على تقدم الشفاء في العين. ومعظم المرضى يبقون بحاجة لاستخدام نظارات للقراءة بعد عملية الساد، إلا أنهم قد لا يحتاجون لنظارات لرؤية البعيد بعد العملية. وفي معظم الأحيان، يتم شفاء المرضى بعد التئام الجرح خلال أسبوعين من انتهاء العملية، ويعطون وصفة النظارات في حينه.

بصرك في المستقبل

التقدم الحاصل في معالجة الساد الجراحي بالشق المجهري الصغير هو الأسلوب الأكثر فعالية في الوقت. نحن نستخدم أحدث التجهيزات العصرية الحالية لتأمين نتيجة سريعة وفعالة بشكل مأمون.

تحسّن الرؤية باستعادة العافية ليس فقط لتوفير السلامة والتمتع بممارسة النشاطات المرغوبة، وإنما لإضافة سنوات من السعادة إلى حياتك، وعليك أن تتطلع إلى ذلك نحو المستقبل بكل سرور، وتحمد الله على نعمة البصر.